الحلف الاطلسي يحض روسيا على الانسحاب من جورجيا لكنه لا يتخذ تدابير شديدة

الحلف الاطلسي يحض روسيا على الانسحاب من جورجيا لكنه لا يتخذ تدابير شديدة

بروكسل (ا ف ب) - اتهمت الدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي الثلاثاء روسيا بعدم الوفاء بوعدها لجهة سحب قواتها من جورجيا لكنها احجمت عن اتخاذ تدابير شديدة لاجبارها على
القيام بذلك.واعلن الامين العام للحلف الاطلسي ياب دي هوب شيفر ان ليس لدى الحلف "اي مؤشر الى انسحاب روسي من جورجيا" خلافا للالتزامات الصادرة عن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف تطبيقا لخطة السلام التي اقترحتها الرئاسة الفرنسية للاتحاد الاوروبي.وجاء هذا الموقف اثر اجتماع طارىء لوزراء خارجية الدول ال26 الاعضاء في الحلف الاطلسي في بروكسل.وتساءل الامين العام "ما قيمة اي وعد على الورق بعد اتصالات مع قادة الحلف اذا لم ينفذ هذا الوعد؟".بدورها قالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس "حان الوقت ليفي الرئيس الروسي بوعده ويسحب القوات الروسية من جورجيا للعودة الى ما كان عليه الوضع في السادس من اب/اغسطس".واعرب نظيرها الفرنسي برنار كوشنير عن "خيبة امل كبيرة" لعدم انجاز انسحاب روسي حتى الان. وقال "نأمل جميعا ان يحترم الرئيس مدفيديف كلمته" مضيفا انه "بدأ يشك" في ذلك.وبناء عليه حذرت الدول ال26 في بيان مشترك ان الحلف لا يمكنه ان يواصل علاقاته مع روسيا "كأن شيئا لم يكن". ودعت موسكو الى "ان تبرهن قولا وفعلا التزامها المبادىء التي قامت عليها علاقتنا".وقال دي هوب شيفر "على روسيا الان ان تتحرك وليس الحلف الاطلسي على روسيا ان تعود الى المواقع التي كانت فيها في السادس من اب/اغسطس" اي قبل الهجوم الجورجي الذي هدف الى استعادة السيطرة على جمهورية اوسيتيا الجنوبية الانفصالية.ونبه الى ان "مستقبل علاقاتنا مع روسيا سيظل رهنا بالخطوات الملموسة التي ستتخذها روسيا لاحترام التزامات الرئيس ديمتري مدفيديف (...) الامر الذي لم يتم حتى الان".ورغم هذه المواقف لم يوافق الحلف الاطلسي الذي يضم دولا تدعو الى تبني موقف متصلب حيال موسكو (الولايات المتحدة وبولندا ودول البلطيق) واخرى تؤيد شراكة مع روسيا (فرنسا والمانيا وايطاليا) سوى على اجراءات قليلة تعبيرا عن استيائه من موسكو.وفي مقدم هذه الاجراءات تعليق اجتماعات مجلس الحلف الاطلسي وروسيا.وقال دي هوب شيفر "في الظروف الحالية لا يمكننا ان نعقد اجتماعا للحلف وروسيا".ولكن لم يتم حل مجلس الحلف الاطلسي وروسيا الذي ابصر النور العام 2002.واضاف الامين العام "عليهم ان يعودوا الى مواقع السادس من اب/اغسطس ثم سنكون منفتحين على كل شيء. لن نغلق باب المشاورات مع روسيا".وتطرق كوشنير مجددا الى امكان ان تدعو الرئاسة الفرنسية الى قمة اوروبية طارئة حول جورجيا "خلال الايام المقبلة" لكن موقفه ظل مبهما.اما رايس فاكدت بعد الاجتماع ان "الولايات المتحدة لا تريد عزل روسيا". واضافت "حين يبدأ (بلد) باجتياح بلدان مجاورة صغيرة وبقصف بنى تحتية مدنية وبنشر الفوضى في القرى هذا الامر كفيل بعزل روسيا".ورغبة منها في اظهار دعمها لجورجيا اعلنت الدول ال26 تشكيل لجنة من الحلف الاطلسي وجورجيا مهمتها الاشراف على كل انشطة التعاون بين هذا البلد والحلف. كذلك التزمت انجاز موضوع انضمام هذه الجمهورية السوفياتية السابقة الى الحلف بناء على وعد قطعه الاخير على تبيليسي في نيسان/ابريل الفائت.واعتبرت رايس ان الحلف اظهر بوضوح الثلاثاء "انه لن يسمح بترسيم خط جديد في اوروبا (...) بين من حظوا بفرصة الانضمام الى المؤسسات الاطلسية ومن لا يزالون يطمحون الى ذلك".لكن اعضاء الحلف لم يتخذوا اي قرار لتعجيل عملية انضمام جورجيا اليه.

..........................................................